تربية الأبناء وكيف نحميهم من التمرد ؟!!
أ. سحر جميل
مسؤول الإرشاد التربوي مدارس الأقصى باشاك شهير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أحبتي : أسعد الله أوقاتكم.
وردني الكثير من التساؤلات من أولياء الأمور لإبداء الرأي حول موضوع تربية الأبناء والتعامل مع تمرد الأبناء صغارا أو كبارا وأنهم جيل صعب جدا ويختلف عن الجيل السابق في تكوين شخصياتهم وأخلاقهم ومشاكل ذلك ….
أوضح لحضراتكم وباختصار :
♦️ النقطة الأولى : إن البيئة والظروف المحيطة تغيرت وهذا شيء طبيعي أن يكون لذلك أثره السلبي أو الإيجابي في الموضوع حسب احتواء كل شخص للموقف وتفادي المخاطر ومواجهة التحديات .
لما الطفل زمان كان يعيش في بيئة أصلا تعتبر محافظة ضمن عادات وتقاليد يتعارف عليها أغلب الناس فيلتزمون بها . بيئة نظيفة من شوائب الفساد المعلن والمغريات المتاحة والملهيات الممتعة بالنسبة لهم والتي جذبت وللأسف الشديد بعضا من الآباء والأمهات فأصبحت شغلهم الشاغل، ففي تربية الأبناء غابت القدوة وغاب الإرشاد والتوجيه الفطري وغابت المعالم الصحية في التربية البسيطة والنموذج الأمثل الذي يختصر الكثير علينا .
كان الأحرى بتربية الأبناء من آباء وأمهات ومعلمين وغيرهم في ظل الانفتاح أن يسيطروا على أنفسهم ليعبروا بأبنائهم إلى بر الأمان مع الالتزام بالدعاء طبعا في ظل هذه البيئة التي سيطرت فيها الماديات وتعلق الأبناء بالمغريات وما تعتريها من فتن عصفت بأخلاقهم بل ودينهم . مما أغرق المجتمع بشباب ذوي نفسيات وشخصيات منحرفة تبحث عمن يتفهم المرحلة .
هذه واحدة
♦️ النقطة الثانية : نحن لا نلوم طفلا أو مراهقا أو شابا في عنفوان شبابه أمامه كل هذه المغريات وينحرف أخلاقا أو سلوكا … فتربية الأبناء دور الأبوين الأساسي. حيث وجب عليه ألا يتعامل مع الابن بنفس الأسلوب الذي تربى هو عليه. لأنه قديما تربى في أجواء محافِظة فكان المجتمع بأسره معينا له ولأبويه ولأجداده في التربية بحيث تحكمهم قيم وعادات وسلوكيات متعارف عليها وليس أمام الطفل أو الشاب أي مغريات متاحة بيسر وسهولة كما الآن .
وهنا نحن نتدخل في نصح وإرشاد الأهل والمربين ليستوعبوا أنهم الآن ليسوا من يتحكم ويحكم لوحده في بيته وأسرته فالبيئة حولهم كلها تشارك في التربية من نت متاح بكل ما يحمل من أفكار سلبية وقناعات زائفة وألعاب منافية حتى للعقيدة ومغريات وفضائيات وأصحاب سوء غير مسؤولين ، حتى المدارس التي ليس لها اهتمام بالقيم والاخلاق هي نفسها تساهم في انحراف الشباب أخلاقيا بدعوى التعليم الراقي والتحضر ..
لذلك نحن نستند إلى مقولة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه عندما قال ( بما في معناه ) لا تربوا ابناءكم كما تربيتم فقد خلقوا في زمان غير زمانكم …او في عصر غير عصركم .
ذلك زمن علي بن ابي طالب فما بالكم بزماننا نحن وما فيه من تحديات تقف حجر عثرة أمام جيل يحتاجنا ويحتاج مربين يتفهمون المرحلة لينتشلوهم مما عصف بهم بل ولا تزال تعصف بهم رياح الضياع في ظل غياب الوعي والفهم والإدراك بل وغياب القدوة الذين انجرفوا مع التيار فغابت القدوة وغاب الحب والتآلف والرحمة . وانغمس الجيل في ” التفاهات ” عفوا على الكلمة .
ولكنا على أمل ويقين بأن الصحوة في نفوس المجددين ستعيد أمجادنا وتصلح أبناءنا وتبني مستقبلا مشرقا زاهرا بالتوكل على الله ومن ثَم العمل الجاد بصدق وإخلاص وتضحية، وبالتربية المتوازنة التي تقوم على الحب والحزم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
والله لا يضيع عمل العاملين .
دمتم في سعادة