أطفال البسكويت .. ضعاف الشخصية ادعاء ام حقيقة

أ. سحر جميل

مسؤول الإرشاد التربوي مدارس الأقصى باشاك شهير

هم أطفال ومراهقون ، مواصفاتهم واضحة للعيان؛ ضعاف الشخصية، كثيرو البكاء، حساسون، لا يستطيعون التعامل مع أقرانهم.  لا يملكون القدرة على تحمل أي ضغوطات من أي نوع،

فلو مر بهم طفل ورمقهم بعين حادة خافوا، ولو أعطاهم معلمهم امتحانا بسيطاً اشتكوا، ولو صرخ زميل عليهم ارتعبوا ، ولو واجهوا تحديا انسحبوا وانهزموا .

هؤلاء الأطفال الكبار هم نتيجة تربية مفرطة في الحماية، لو أتيح لأهلهم لوضعوهم في حوافظ طعام، أو ثلاجات، أو أكياس بلاستيكية مفرغة من الهواء، فلا  يصل إليهم كائن حي!

هؤلاء الأطفال تصلح لهم مقولة:  “لم يكن ذنب الريح، هم كانوا أوراقاً”..

حينما يكبر هؤلاء الأطفال وينخرطون في الواقع يتحولون إلى قطع بسكويت تذوب في كأس الحياة الساخن، وتكسرهم نسمة هواء المشاعر الباردة، ولو استلموا منصباً أو أتيح لهم المجال أن يسلطوا على رقاب الناس لبطشوا بهم وأذاقوهم المرار انتقاماً وحنقاً بسبب أنفسهم المريضة..

أو أنهم ينعزلون تماما عن المجتمع الخارجي خوفا من مواجهة تحدياته واجتياز صعوباته .

الضغوطات والتوترات مفيدة لتطور الإنسان ونضوجه، ووضع الطفل في أجواء من التوترات والتحديات من وقت لآخر مفيد لنموهم.   وتكليفهم ببعض المهام المتناسبة مع أعمارهم يساعدهم على بناء شخصياتهم المستقبلية..

اجعل ابنك يذهب ليشتري حاجيات البيت من الماركت حين تأمن ذلك ، اتركه يلعب مع أبناء الجيران في أماكن آمنة ..

اطلب منه الاستفسار من أحد المارة عن مكان يريد الذهاب إليه..  وحينما يتعرض لمشكلة في المدرسة اطلب منه أن يحاول حل مشكلته بنفسه، أما لو انكسرت بعض أدواته متعمدا أو استهتارا  فاجعله يتحمل تكلفتها من مصروفه الشخصي ..

أعطه مصروفه الأسبوعي مرة واحدة، ولو صرفه في يوم لا تعوضه عنه بل دعه يذوق مرارة الحرمان نتيجة استهتاره ليتعلم من خطئه .

وحينما يقصر في امتحاناته لا تذهب إلى المدرسة لتتشاجر مع المدرس، بل علمه  أن هذه الدرجة مسؤوليته هو ، اطلب منه أن يذاكر لوحده ويفهم بجهده وأنت فقط تساعده إن احتاج الأمر .

علمه أن يقول: السلام عليكم، كيف حالكم،  شكراً، لو سمحت، عفواً، جزاك الله خيرا، أرجو المعذرة، ما قصرت، في أمان الله، تسلم، بارك الله فيك، سعيد برؤيتك، يا مرحبا، يا أهلا وسهلا..

علمه حين يسلم على الناس أن يفعل ذلك بثقة وابتسام، وينظر في عيونهم، ويشد على أيديهم..

علمه أن يكرم النساء، ويحترم كبار السن ويجالسهم، ويتعامل بود مع أقرانه..ليزداد ثقة بنفسه .

اترك له الحرية في اختيار ملابسه، وأدواته، وألعابه..

ناقشه واسمع رأيه في مشاكله التي يمر بها..

لا تكن موجوداً دوما لحل أزماته، وإن أردت مساعدته فعلمه تكنيكات حل المشاكل..

هكذا على الأقل يشتد عودهم وسيتمكنون من مجابهة الحياة من غير أن يذوبوا  فيها .

منقول بتصرف ….

Similar Posts

2 Comments

  1. Thanks for your blog, nice to read. Do not stop.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *