المدارس الدولية في تركيا
انتهاء الربع الدراسي الاول في المدارس
يعتبر العام الدراسي الحالي 2021 – 2022 من أكثر الأعوام الدراسية الشاقة على جميع أعضاء العملية التعليمية والمرتبطين بها. فبعد الإنقطاع الطويل في الحضور في المدارس لمدة عام ونصف بداية من مارس 2020 بسبب جائحة كورونا التي عصفت بالعالم أجمع وكان لها أثرها على جميع الأصعدة وفي مقدمتها العملية التعليمية. بدأت تجربة التدريس عن بعد والتي كانت تجربة جديدة على المدارس والطلاب وأولياء الأمور مما جعل التعاون في كيفية التأقلم مع هذه المرحلة ما بين أولياء الأمور والمدارس هو السبيل الأول لنجاح العملية التعليمية والوصول إلى أقصى إستفادة ممكن أن يحصل عليها الطالب خلال هذه الفترة. وقد كان لمدارس الأقصى باشاك شهير السبق في التعامل بكل إحترافية مع هذا الوضع حيث قامت إدارة المدرسة بوضع خطط قصيرة وطويلة المدى لتتكاتف مع طلابها وأولياء أمورهم للتعامل مع هذا الوضع بالشكل الذي يجعل الطلاب يحصلون على كل ما يحتاجونه من العملية الدراسية حتى وإن لم تتاح الإمكانية للقدوم إلى المدرسة والحمد لله انتهت هذه الفترة بنجاح ملموس للمدرسة وطلابها في هذا التحدي.

وربما هذا العام كان التحدي أكبر لكونه أول عام دراسي حضوري بعد مدة الإنقطاع وتحدي كيفية خلق الرغبة للطلاب للعودة للمدرسة والتحديات في هذا الأمر والتي تحدثنا عنها في مقالنا السابق يمكنك الإطلاع عليه من هنا.
وقد عكف الطاقم الإداري والتعليمي لمدرسة الأقصى الدولية باشاك شهير على عمل خطة العام الدراسي الجديد طوال فترة الإجازة الصيفية جنبا إلى جنب مع الأنشطة التي قامت بها المدرسة في هذه الفترة.هذه الخطة لم تقتصر على الجانب الدراسي فقط بل امتدت لتشمل عدد كبير من الأنشطة والفعاليات التي تحفز الطلاب على الذهاب إلى المدرسة والإستمتاع بالعملية التعليمية كاملة بالإضافة إلى زيادة مهاراتهم التعليمية والشخصية.
وقد بدأت المدرسة في تنفيذ هذه الخطة كاملة وعرضها على أولياء الأمور قبل بداية الدراسة حيث يستطيع ولي الأمر معرفة الخطة الدراسية وخطة الأنشطة للعام كاملا قبل بداية العام الدراسي.
وسنتطرق في الفقرات القادمة للحديث عن الأنشطة والفعاليات التي قدمتها المدرسة لطلابها على مدار الربع الأول من العام الدراسي الحالي.
وقد كانت باكورة هذه الأنشطة عمل إحتفال بعودة الطلاب إلى المدرسة في بداية العام لتحفيز الطلاب وخاصة الطلاب في الفئات العمرية الصغيرة حيث يحتاجون إلي المتعة أكثر من التعلم وإلي المشاعر الإنسانية أكثر من التوجيهات لذا بناء على الإستشارات المقدمة من المستشاريين التربويين بالمدرسة تم عمل هذا الإحتفال للطلاب.
ثم استمرت المدرسة في خطتها للأنشطة على مستوى الفئات العمرية المختلفة حيث كانت المدرسة تقوم عن طريق مدرسيها وأخصائيي الأنشطة بتقديم المناهج العلمية لطلاب الحضانة والمدرسة الإبتدائية بطريقة تفاعلية وترفيهية تساعدهم على الفهم لما يتم تناوله من معلومات دون الملل من تكرار المعلومات بطريقة تقليدية أو الإعتماد على أسلوب التلقين الذي يجعل الطالب يتلقى المعلومات لمجرد اجباره على تلقيها مما يجعله يكره العملية الدراسية. هذا المنهج كان نتاج مجهود مستمر من المدرسين والمستشاريين التربويين نظرا لقناعة المدرسة الكاملة بأن التكامل بين الدور التعليمي والتربوي والنفسي هو السبيل الأمثل للحصول على طالب متفوق دراسيا وسليم نفسيا يستطيع التعامل مع المجتمع المحيط به بطريقة سليمة.
كما قامت المدرسة بتنظيم رحلة لطلاب هاتين المرحلتين أيضا للترفيه عنهم خارج إطار المدرسة مما يساعدهم على تجديد نشاطهم والإقبال على المدرسة بروح جديدة ونشيطة.
أما بالنسبة لطلاب المرحلة الإعدادية والثانوية فقد قامت المدرسة بعمل مخيم للطلاب وقدمت فيه العديد من الأنشطة والمسابقات ولم يكن إختيار فكرة المخيم لهذه الفئة إختيارا عشوائيا وإنما كان مبنيا على طبيعة هذه المرحلة العمرية وإحتياجهم الدائم لوجود تحديات وهذا ما تم تطبيقه من خلال المسابقات المقامة في المخيم بالإضافة إلى رغبتهم الدائمة في المغامرة والخروج عن المألوف بالنسبة إليهم لذا تحرص المدرسة على توفير مخيم من ضمن أنشطة الفصل لهذه المرحلة العمرية لتلبية إحتياجاتهم النفسية أيضا.
كما كان الحدث الرئيسي لهذا العام هو سوق مدرسة الأقصى والذي قامت به المدرسة في ال 18 من أكتوبر لهذا العام وكان السوق لجميع الطلاب وبحضور أولياء الأمور. وقد انقسم السوق إلى عدد من المشاريع التي قام بتنفيذها الطلاب تحت إشراف مدرسيهم فقد قام الطلاب بعمل مشاريع متنوعة تتناسب مع أعمارهم كالمخبوزات والماجات والألعاب والأدوات المكتبية والملابس والإكسسوارات وغيرها من المشاريع المتميزة التى اعتمد فيها الطلاب على أنفسهم في تنفيذها. كما كانت فكرة السوق فكرة مميزة لتعليم الطلاب أليات السوق والتسويق والعمل في المستقبل وكيفبة عرض منتجاتهم والتسويق لها بالإضافة إلى العديد من الخبرات التي استفاد منها الطلاب في هذه التجربة الشيقة. وقد شارك أولياء الأمور في هذا السوق المقام بالمدرسة واشتروا من المنتجات التى صنعها أبناءهم مما أعطى الطلاب الثقة في منتجاتهم وأعطى أولياء الأمور الفرصة لمشاركة أبناءهم بعض أنشطتهم المدرسية بالإضافة إلى كونها فرصة إجتماعية ممتازة حيث كانت فرصة للتعارف بين أولياء الأمور للطلاب وخلق مجتمع تتميز به مدرسة الأقصى عن نظيراتها من المدارس الدولية.